بغداد/ خاص – خطوة برس
من جديد، عاد كلام التهميش والإقصاء للواجهة بعد أن أسفر عن تدمير ثلث العراق، ويبدو أن قادة البيت السني أو السياسيين الذين يمثلونه ما زال الفكر الطائفي مسيطرا عليهم حتى اليوم، بل لا يستطيعون أن يتخلصوا منه، والأدهى أن ما يجري من “طائفية” كما يسمونها هي خلافات داخل المكون السني ذاته، بحسب ما أكد أحد النواب.
النائب محمد الكربولي، نشر اليوم الاثنين، تغريدة له على موقع تويتر، قال فيها “مازالت مظاهر الإقصاء الطائفي المقيت غالبة على مؤسسات الدولة، وعلى وجه الخصوص في وزارة الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية”.
وأكد “إذ حرم مئات الكفاءات الوطنية من تسنم مواقع قيادية في تلك المؤسسات حتى الصغيرة منها”، مبينا انه “يجري إقصاؤهم حتى من دورات إعداد القادة والأركان لأسباب طائفية بحتة”.
ولفت الى انه “ما زالت الواسطة هي المعتمدة حتى بتعيين القادة العسكريين والمدراء العامين بغض النظر عن القدرة والكفاءة”.
ناشط مدني أكد في مواقع التواصل الاجتماعي أن “نمط التفكير هذا الذي يتمتع به الكربولي ليس غريبا، فإعادة انتاج الطائفية باتت اليوم واضحة جدا، رغم أن الحكومة الحالية شهدت اشتراك جميع القوى السياسية، وتخلصت من الكتلة الأكبر كما جرت العادة”.
ولفت إلى أن “الكثير من القادة هم من البيت السني، ومنهم قائد عمليات نينوى وقائد القوات البرية وقادة كثر، باإضافة إلى إعادة ضباط الجيش السابق، فأين التهميش وأن الدولة الان أعادت حقوق أغلب الضباط الكبار السابقين الذين هم حسب تعريف الكربولي (سنة)؟”.
وردا على هذه تغريدة الكربولي، أكد النائب عن تحالف الفتح عامر الفايز في تصريح لـ”خطوة برس” إنه “لا انفي ولا اؤكد كل التأكيد لكلام محمد الكربولي، إذ عندما تم توزيع الوزارات في تحالفي البناء والاصلاح، السنة قالوا أعطونا وزاراتنا نحن من نوزعها”.
وتابع “كلامهم كان به نوع من التركيز الطائفي”، مضيفا “وفعلا أخذوا وزاراتهم”، لافتا إلى أن “تصريح الكربولي جاء بسبب اختلافهم مع بعضهم بتوزيع المناصب”.
ولفت إلى أن “الطائفية ليست كما في السابق، بل هي في حيز ضيق ويمكن ان نقول انها موجودة اكثر داخل حيز المكون السني”.
ناشطون بينوا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “كلام الكربولي حول الوزارات الأمنية وتهميش السنة منها، غير دقيق وغير سليم، فأغلب القادة الأمنيين تدرجوا حسب رتبهم ولم يتم إقصاء أي شخصية بناء على المذهب”.
وأكدوا أن “المؤسسات الأمنية لم تشهد أي نسق طائفي، لكن كلام الكربولي هو ما يثير الطائفية، بل ويؤكد أنه ما زال يفكر بطائفية تجاه الدولة في وقت تحرر الجميع منها، وأصبحت من الماضي”.
ناشط مدني أشار إلى ان “كلام الكربولي محاولة لإعادة إدخال البلد في صراع جديد، بعد أن أدى كلام التهميش سابقا الى تدمير الدولة ومنح القوة لتنظيم داعش الإرهابي”، طارحا السؤال “هل يلمح الكربولي الى العودة لهتاف (قادمون يا بغداد)”.